الثلاثاء، 26 أبريل 2011

المصطلحات والدولة التى احلم بها

مما لا شك فيه , أنه بعد ثورة 25 يناير قد حدثت تغيرات كبيره فى المجتمع المصرى. فقد اصبح المصريون الأن قادرون على اختيار الطريقة التى يريدون ان يتم حكم مصر بها .وكعادة اى مجتمع هناك افكار مختلفة ومناهج متنوعة لكل مجموعة من افراد المجتمع سواء كان هؤلاء الافراد ينتمون الى تنظيم او حزب معين او قد يكون هناك منهج محدد او فكره معبنه تجمعهم دون ان يكون لهم كيانا منظما . من الطبيعى جدا ان نجد نقاشات واسعة وجدلية كثيرة بين هذه الأفكار والأطروحات حتى يتم بيان الهدف من تطبييق هذه الأفكار وكيفية تطبيقها والمصلحة الناتجة من تطبيقها وتدور النقاشات وتدور حتى تفرز لنا خلاصة هذه الأفكار والمناهج ويظهر الصالح منها من الطالح .لكن هناك مشكلمة جسيمة جدا فى هذه النقاشات ألا وهى ........ المصطلحات.
إن الراصد لمعظم النقاشات الأن على الشبكة العنكبيوتية وفى الإعلام سوف يخرج ان معظم النقاشات والصراعات تدور بسبب المصطلحات لأن كل تيار له تعريف خاص بالمصطلحات يخالف كليا او جزئيا تعريف التيار الأخر وبالتالى عندما يتم النقاش حول احد هذه المصطلحات فإنه يحدث صدام لا يمكن فى النهاية ان يؤدى الى فائدة او تقراب بين المتحاورين.
مثلا نجد ان هناك تعريفات مختلفة لليبرالية عند كل تيار تختلف جزئيا عن تعريف التيارات الاخرى التى ايضا لا تتفق فيما بينها على تعريف لها وقس على ذلك الدولة الدينية والديموقراطية والدولة المدنيه والعلمانية وغيرها من المصطلحات.
للخروج من هذا الجدل الواسع الذى لا فائدة منه لابد من ان نجد تعريفات محدده وواضحة لهذه المصطلحات قبل ان ندخل فى نقاش حولها . والاصل دائما فى التعريفات ان تأتى من صانعى المصطلح.
مثلا : إذا اردنا أن نضع تعريفا لعلم الجيولوجيا , لابد ان نرجع الى اصحاب العلم نفسه ومؤسسيه حتى نجد منهم هذا التعريف , لكن ان يأتى كل منا بتعريف بناءا على معلوماته العامه ثم يطلب كل منا من الاخر ان يتناقش حول مفهومه هو لهذا المصطلح فهذا عبث لا محل له من الإعراب.
فعندما يعتنق احد منا - مثلا - الفكر الليبرالى , ثم يتناقش فيه , لابد ان يكون ملما بهذا الفكر من اصوله وليس من تجربته الشخصية لأن اى تجربه شخصية داخل اى فكرة او تيار لايمكن بأى حال من الاحوال ان تكون قد ألمت بجميع مكونات الفكرة او قواعدها.
بالتالى إذا اردت ان اتناقش مع ليبرالى فلا يمكن ابدا ان اقبل منه ان يقول لى اننى اريد مجتمع ليبرالى لا يخرج عن قواعد الشرع او عادات وتقاليد المجتمع لأن هذا معناه إما انه لا يعلم ماهى الليبراليه او انه قد وضع لنفسه تعريفا خاصا به او انه يريد ان يخدعنى.
وانا اختار الثانية الا وهى ان كل منا يضع لنفسه تعريفا خاصا به دون ان يعود الى الاصل وهذا هو الخلل .
قد يقول لى قائل : ان الافكار والنظريات ليست قرأنا منزلا بل هى خاضعة للتطوير والتجديد والإضافات  والحذف وبالتالى فإننى حين اجد - مثلا - الليبرالية قد تنافى فى اصلها بعض عادات مجتمعنا فإننى لا مانع لدى ان اقوم بوضع شرط او قيد لها .
وانا اتفق مع هذا القول لكن من يضمن لى او لغيرى ان كل من يعتنق هذا الفكر ان يكون بمثل هذا التفكير والمرونه؟  قد يخرج علينا البعض منهم وبقول ان ما تفعلونه ليس هو الليبرالية وانكم قد وضعتم قيود وهذا ضدها وندخل مرة ثانية فى دائرة المصطلح وتعريفه وقواعده.
إذا ما هو الحل المناسب - على الأقل - فى هذه المرحلة؟
الحل هو قاعدة : لا مشاحة فى الاصطلاح
بمعنى ليس مهم ان تسمى الفكره المهم ماذا تحتوى الفكرة .
ماهى الفائدة التى سنحصل عليها من ذلك؟
الفائدة اننا نستطيع ان نأخذ من كل الافكار ما يناسبنا ويصلح لنا دون ان يخرج علينا اصحاب اى فكر منهم ويقول لنا انتم شوهتم الفكر وقواعده .
ولما كل هذا؟
لأننا لنا شريعة لها قواعد قد لا تتفق مع بعض الافكار ولنا عادات وتقاليد قد ترفض هذه الافكار جملة وتفصيلا.
وبالتالى لا يجب عليا ان اطلق مسمى معينا على مصر التى احلم بها .... مدنية او دينية او غيرها فقط اريد  وطنا يحترم شريعة الاسلام ويطبقها بسماحتها ويحمى افراده وهويته وليس مهما عندى مسماه.
ان البعض - للأسف - حينما نقول الشريعة وتطبيق الشرع لا يأتى فى مخيلته إلا الحدود والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والجزية وهذا مما ورثناه من الإعلام الموجه الذى اراد تشويه كل ما هو اسلامى .
 وانا اطرح نفس الحل الذى طرحته لحل مشكلة المصطلحات .
لا للمسميات.
هل نتفق ان السارق لابد ان يتم عقوبته؟
هل هناك خلاف على ذلك؟
القانون الأن يحبس السارق . وانا وغيرى كثيرين يريدون تطبيق الحدود لذا ما المانع ان نقول ان القانون يعاقب السارق بقطع اليد؟
ما المانع؟!!!
ما الذى يخيفك انت؟
من المفهوم ان يعترض اللصوص والسراق على هذا ... لكن انت... لماذا تعترض؟!!!!
هل لأنه هناك حساسية عندك من الشريعة؟
لا أظن ذلك. لكن الحساسية فعلا من المصطلح الا وهو .... الحدود.
سيخرج من يقول : اولا نوفر للناس الحياة الكريمة والدخل المحترم ونوفر للشباب الزواج ثم اطلب منا تغيير هذه القوانين وطبق الحدود.
واقول له : بمنطقك هذا لا تحبس السارق واتركه يفسد فى الارض ولا تحبس الزانى والمغتصب واتركه يهاجم نسائنا.
إذا المشكلة هى انك ترفض هذه العقوبه لمجرد انها من الحدود لكن لو كان القانون جاء بها من البدايه لم تكن لتعترض عليا هذا الاعتراض.
ولو جئنا للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر : ستجدون ايضا ان الحساسية من البعض هى حساسية المصطلح.
الا يوجد فى مصر من هو يعمل كمرشد اجتماعى؟ اليس وظيفة هذا المرشد ان يقوم السلوك والافعال طبقا لمنظومة الاخلاق والعادات والتقاليد. هذا هو عين الامر بالمعروف والنهى عن المنكر يا سادة لكن ينقصه التفعيل والإنتشار . ينقصه ان يكون المرشد الاجتماعى قد درس الشريعة وفقه الامر بالمعروف والنهى عن المنكر بعدما درس علم النفس والاجتماع.
 اعلمت الان ان الحساسية تأتى من المصطلح ؟
ولنأتى على الجزية : ايضا حساسية النصارى هى حساسية مصطلح.
المسلمون يدفعون الزكاة والنصارى الجزية والان ندفع جميعا الضرائب. اليست هذه كتلك؟
كلها مالا مدفوعا الى الدولة لكن القواعد تختلف .......
 لماذا نبدل قواعد انزلها الله الينا بقواعد من اختراعنا؟
وهكذا يا اخوه كل الخلافات مجرد حساسية مصطلحات .............. لنرمى المصطلحات جانبا ولنتفق على بناء بلد تعيش فيه اغلبية مسلمة واقلية نصرانية كل منهم له حقوق وعليه واجبات والجميع امام القانون واحد  ولنضع قوانين تحكمنا طبقا لما اراده الله لنا وليس طبقا لأهوائنا فهو الخالق الذى يعلم ما يصلح خلقه ولم يتركنا لأهوائنا لكن انزل الينا رسلا وكتبا وشرائع تحكمنا وتنظم حياتنا وعلينا ان نفهم هذه الشرائع ونفهم كيف طبقها الرسل لنعلم كيف نطبقها فى حياتنا الان.
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)

الأحد، 17 أبريل 2011

مرحبا إخوانى الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكم اعزائى الكرام فى مدونة القلم ... اسأل الله ان يوفقنا الى ما يحبه ويرضى وان يستخدمنا فى طاعته ونشر دينه بالحكمة والموعظة الحسنه .......
أخوكم : حاتم شمس الدين